عبّرت الاعلامية و الممثلة مريم بن حسين مقدمة برنامج ريحة البلاد على قناة نسمة الجديدة عن رغبتها في مغادرة تونس نهائيا.
و يأتي تفكير مريم في مغادرة التراب التونسي و اختيار بلاد اخر للعيش، رغم أنها تتجول عبر كاميراتها في كافة انحاء الجمهورية متوقفة على حضارتها و جمالها وتاريخها الضارب في العمق.
و اثارت دعوة مريم في التفكير في الهجرة نوع من المفارقة على اعتبار انها بتجوّلها في اركان تونس شمالا و شرقا و غربا و جنوبا يزداد حبّها للبلد و ابناء البلد لا ان ينتابها شعور بالملل و الرحيل .
وهذا ما نشرته :"امقال جميل جدا للماغوط يجعلني أفكر جديا في مغادرة تونس ( أنا التي كنت أستثني بشدة فكرة العمل والاستقرار خارج وطني) ..
سافر دون تردد ،،
أنقذ ما تبقى من سنين عمركَ المهدور ،،
سافر و سترى شعوباً غيرنا و تفهم معنى الإنسانية و الحياة ،،
ستعرف أننا لسنا أحسن شعوب العالم و لا أعرقهم ،،
لا أحد هناك يعرف شيئاً عن عنترة و شيبوب و الزير سالم و تأبط شراً و القعقاع و الصعصاع و بطولاتهم البلهاء الوهمية ،،
ستكتشف كذبة ال 6000 آلاف سنة حضارة ، و ستكتشف أن بلادك صفراء و ليست خضراء كما كنتَ تحسبها ،،
ستعلم أننا لسنا خير أمة أُخرِجت للناس ، نحنُ فقط عبء على البشرية و على الحضارة الإنسانية و حتى على أنفسنا ،،
ستتأكد أن لا وقت و لا طاقة و لا رغبة للغرب في التأمر علينا لأننا نتقن التآمر على بعضنا ، و لأنه مشغول بما هو أهم منا بكثير ،،
ستستغرب لطف سائق التاكسي و الشرطي و عامل المطار و موظفة ختم الجوازات أو حتى نادل كشكِ القهوة ،،
ستستغرب أن فرقة مطافئ كاملة تأتي لإنقاذ قطة عالقة على حافة أحد الطوابق العالية من بناء مرتفع ، و أن شرطي المرور يوقف مسير السيارات لتعبر أوزَّة مع صغارها ،،
ستستغرب عندما ترى الحاكم يمشي في الشارع لوحده من دون أن يتحلق الناس حوله و يتغنُّوا بحكمته و عبقريته الفذة التي تحسدهم عليها كل أمم الأرض ،
من دون أن ترافقهُ مواكب و دراجات نارية و مُصفحات كالتي تشاهدها ترافق موكب حفيد شقيق حاكم بلدك الذي يبلغ من العمر عشر سنوات و هو ذاهب ليأكل الآيس كريم أو ليقابل صديق الدراسة أو ليستعرض صلاته مع ربه على الملأ..
ستستغرب أن الناس تبتسم لك و لبعضها بود ،
و ستتبادل الأقداح مع رجل غريب في مطعم أو مقهى؛ و تتبادل الإبتسامات مع امرأة حسناء في الشارع دون أن ينظروا إليك على أي شكل من الأشكال غير إنك إنسان فقط و لا يهمهم غير ذلك منك ،،
نعم ستتعلم إحترام غيرك لتنال إحترامهم ، و ستخجل من تصرفات سيئة كنت تقترفها كبديهيات في وطنك كتجاوز الطابور ،
و دفع الرشوة و قبولها ،
و تخريب مقاعد الحدائق العامة و وسائل النقل ،
و إلقاء القمامة في الشارع ،
و التفاخر بقرابتك لمسؤول أمني من الدرجة العاشرة أو صداقتك لأحد أقرباء الحاكم من الدرجة الخمسين ،
و سرقة الكهرباء من كبل البلدية ،
أو سرقة بطة من بركة المنتزه ،،
نعم سوف تشتاق للأهل و الأصدقاء و الكثير من الأشياء لكن لن تتمنى أن تعود يوماً لحياتك الموحلة السابقة بعد أن اختبرتَ بنفسك معيشة البشر كما ينبغي لها أن تكون و كما لم تتوقعها أن تكون ،،
و إن عُدت ، فستكون عائداً إما زائر أو ميت لا محالة ،،
فلا تَلُم من هجرَ وطنه فلو كان وطناً ما تركه !!"
الفيديو :
تعليقات
إرسال تعليق