القائمة الرئيسية

الصفحات

السر وراء فنادق الحب في اليابان


 خلقت الثقافة اليابانية ظاهرة فنادق الحب. و في هذا الصدد تحدثنا عن هذه الظاهرة السيدة كيم إيككيون والتي إتخذت من ظاهرة فنادق الحب موضوعاً للبحث من الناحية الاجتماعية في المرحلة الجامعية. في هذا المقال تشرح لنا كيف تغيرت هذه الفنادق وتطورت كأماكن لممارسة الحب.


فنادق الحب ”ثقافة يابانية“


لا توجد أمثلة كثيرة لكلمات إنجليزية نبعت من اليابان وشهدت انتشاراً عالمياً. وواحد من تلك الأمثلة القليلة هو تعبير Love Hotel أو فنادق الحب. حيث يتحدث عنها الإعلام العالمي بأنها ظاهرة فريدة خاصة باليابان يتم تناولها كظاهرة شيقة وغريبة في ذات الوقت.


وعلى الرغم من كونها أماكناً يزورها الرفقاء متحملين نظرات الناس، لا نعرف السبب وراء كونها دائما فخمة المنظر. منها تلك التي ما أن تلج لداخلها حتى تجد سريراً ضخماً قابع وسط إضاءة مريبة وغامضة.


(المصدر: كيم إيككيون).

هذا بالإضافة إلى مستلزمات البالغين، كراسي التدليك، الجاكوزي وما إلى ذلك من وسائل الاسترخاء وحتى أجهزة الكار يوكي والألعاب. ورغم كل شيء تظل كلّها بسعر في متناول الجميع. ولعل هذا ما يجذب أنظار الأجانب المهتمين بـ ”اليابان بلد العجائب“ لهذا المكان الملئ بالسحر. فقد سمعت أنه حتى السائحين الشباب من الأجانب أصبحوا يستخدمون هذه الفنادق مؤخراً. ومن وجهة نظر الأجانب، تعتبر فنادق الحب ”ثقافة يابانية“. ولذلك قامت الكاتبة ببحث ظاهرة فنادق الحب أكاديميا، وتكون لديها نفس الرأي.


”إن الثقافة، ليست من اختراع شخص ما، بل تنشأ وتولد من انتشار حاجة ما بين الأشخاص. ومن هنا تولد الثقافة ويتغير شكلها رويداً رويداً وهي آخذة في التطور. وليست ظاهرة فنادق الحب إلا مثالاً على ذلك فقط. فيمكن القول أن فنادق الحب بشكلها الحالي ما هى إلا نتيجة لرغبة وحاجة للعديد من الناس. وهذا هو الطريف في الأمر“.


ومن ثم يتوارد علينا بإلحاح السؤال الآتي، كيف تطورت ظاهرة فنادق الحب في الاستجابة لرغبات بعض الناس؟


البداية الأصلية لفنادق الحب


وفقاً للسيدة كيم، فإن البيوت التي تواجدت فيها النسوة اللواتي يقمن باصطياد الزبائن كانت ظاهرة موجودة من عصر إيدو. ولكن فنادق الإينشوكو التي كان يذهب إليها العشاق العاديين لم تبدأ إلا مع بداية عصر شووا. وبالنظر إلى سياسة الأسعار (الليلة بـ ٢ ين والراحة لوقت محدد أو لفترات قصيرة بـ ١ ين) فيمكننا القول بأنها اتخذت الشكل الأصلي لفنادق الحب. واستخدم هذه الفنادق كل من ”بائعات الهوى“ وحتى الزوجات الحقيقيات. وتناقلت الصحف وقتها الخبر مستهجنةً ”هذه العادات المتدنية“.


ولكن اختفت معظم هذه الفنادق مع بداية الحرب العالمية الثانية. وحتى بعد الحرب لفترة ظلت ”المواقع المفضلة“ لتبادل الغرام موجودة على سبيل المثال في الميدان الموجود أمام القصر الإمبراطوري في طوكيو وفي منطقة قلعة أوساكا في أوساكا.


وفقط عندما بدأت النهضة بعد الحرب، ومع الطفرة التي تحققت أثناء الحرب الكورية (١٩٥٠-١٩٥٢)، تسارع بناء المساكن والمباني التجارية بشكل كبير. وازداد عدد العاملين بالعاصمة، كما تنامت الحاجة لمباني الإقامة، وتم بناء نزل للتجار على نطاق واسع. واستخدم العشاق مثل تلك النٌزل وكان الكثير منهم يستخدمها لساعات قليلة دون المبيت بها. ولفتت هذه الظاهرة إدارات الفنادق التي أحست بالحاجة لوضع أسعار قائمة على الإستخدام لساعات قليلة. ونما وتطور هذا النوع من الأعمال بشكل كبير بفضل إقبال المستخدمين على الاستفادة منه.

تعليقات