كتب الناشط السياسي رفيق عبد السلام - الرجل راقد
في المستشفى العسكري وما زاد على ذلك أفلام
وخزعبلات، وربي يفرج على جميع المؤمنين. قصر قرطاج
خاو على عروشه إلا من الأمن الرئاسي .
قلنا لهم إن الرئيس كبقية خلق الله معرض للمرض والسقم وقدر الموت، فكانوا يسبون ويشتمون وينفون مرضه أصلا، والآن اعترفوا بعد مكابرة وعناد وبطرق غير رسمية، عبر بعض مستخدميهم، بأنه أصيب بأزمة قلبية خفيفة.
وقلنا لهم إن مرض الرئيس وصحته شأن يهم الرأي العام، والوضع الطبيعي أن تصدر بيانات وتصريحات رسمية في الغرض، على نحو ما كان يجري مع المرحوم الباجي قايد السبسي، وكل الدول التي تحترم نفسها وشعبها، فامتنع وزير الصحة عن الحديث جملة وتفصيلا في الموضوع التابو، وجاء الجواب من وكالة نوفا الايطالية، اي انعدام المعلومة داخليا وتلقي الأخبار من وكالات الأنباء الأجنبية.
طيب السؤال الأهم لماذا تدار السياسة في تونس وأحوال القصر على طريقة كوريا الشمالية، أي في الغرف المظلمة والدهاليز المعتمة؟ اليس هذا في حد ذاته دليل قاطع على أن تونس قد دخلت مرحلة الحكم الدكتاتوري المطلق؟
ما كنا ذكرناه بشأن الوضع الصحي لقيس سعيد كان يلقى تشكيكا واستخفافا من معسكر الزقافنة المذهولين ، لكن تحول الأمر حقيقة ثابتة ملأ سمع العالم وبصره.
الآن الكثير من السكاكين والسيوف تسحب في الغرف المظلمة بين أجنحة منظومة سعيد المتصارعة، وعلى القوى السياسية وسائر مكونات الشعب أن تكون يقظة وتقف بالمرصاد لكل محاولات انقاذ الانقلاب من داخله بعد التخلص من رأسه.
لا بديل عن حكم مدني ديمقراطي يعيد الكلمة للشعب، وأي خيارات أخرى يجب أن تتصدى لها القوى السياسية والشعبية، وأي حكم عسكري مباشر أو متخف سواء بهندسة الجيش أو الأمن الرئاسي او البوليس مرفوض جملة وتفصيلا.
تعليقات
إرسال تعليق