القائمة الرئيسية

الصفحات

منير بن صالحة: لقطة لم ينتبه لها كثيرون في خطاب الرئيس قيس سعيد الأخير من "برج الخضراء" آخر نقطة في التراب التونسي


 كتب المحامي منير بن صالحة - دلالات اعلان الرئيس ترشحه من برج الخضراء

أعتقد أنه حسبها بدقة عندما أعلن عن ترشحه من آخر نقطة في التراب التونسي، من قرية تبعد قرابة الألف كلم عن تونس العاصمة.
برج الخضراء، هو برج تونس، هناك حيث دارت ملحمة مواجهة المستعمر الفرنسي بقوة السلاح وحيث قدم الجيش الوطني في بداياته آية من آيات الذود عن الوطن بمواجهة الاقتحام الاستعماري الفرنسي من الجزائر.
برج الخضراء تتضمن أهم بئر بترول في تونس.
برج الخضراء المحاطة بالصحراء حولها الإنسان التونسي إلى واحات خضراء.
برج الخضراء التي نسيتها الأنظمة الملاحقة تتحول إلى نقطة انطلاق حملة رئيس الجمهورية التونسية.
دلالات الانطلاق من برج الخضراء ذكية، فهي مركز الاقتراع الوحيد الذي شهد صفر ناخب خلال الاستفتاء، وبالتالي فإن اعتمادها كنقطة ارتكاز لحملة لإعلان رئيس الجمهورية عن ترشحه لا يعني فقط تثمين القيمة الجغرافية خاصة وأنها تمثل نقطة الالتقاء بين تونس والجزائر وليبيا، بل يعني أيضا اعلان الأهمية السياسية والوطنية والاقتصادية والرمزية لتلك المنطقة.
إنها المثلث التونسي في آخر نقطة في الجنوب، وهل يتحدد المجال الا بالمثلث.
يا سادة إن التوازن لا يتم الا بالاستناد إلى ثلاثة نقاط. تلك هي الهندسة.
اعلان الترشح من برج الخضراء بالذات هو رسالة مهمة على وحدة الأرض التونسية في كل حباتها ونسائمها.
برج الخضراء هي اذن لحظة الانطلاق.
الرئيس استطاع فك شيفرة الهندسة السياسية والجغرافية والاقتصادية لبرج الخضراء ونجح اتصاليا على الأقل من خلال ثلاثة نقاط:
دلالة المكان.
دلالة الزمان
ثم دلالة الحدث في حد ذاته،
فمنصب رئيس الجمهورية هو أهم وأعلى منصب في البلاد، هكذا يصبح للمكان قيمته من خلال تلك الدلالات المكثفة وتصبح كل تونس دون استثناء هي المنطلق، فتكون كل تونس هي كل المركز.

الفيديو:


تعليقات