كتب: سمير الوافي
الدلاع تحول إلى قضية رأي عام في تونس…والتوانسة شعب يحب الدلاع والدلع والدلعونة…ولولا الدلاع لأوشك الصيف أن يصبح جحيما…ولكن هذه النعمة الصيفية كاد يحرمنا منها جشع وطمع بعض الفلاحين…الذين ماتت ضمائرهم إلى درجة تهديد صحة الناس…
فالربح والفلوس بالنسبة لهم أغلى من صحتك وحياتك…وعدد التعليقات والشهادات التي تؤكد ذلك من المصابين بأعراض التسمم كبير و مهول وبعضهم في المستشفيات ومنهم كوميدي معروف…وقرأت وسمعت الكثير من تلك الشهادات والتعليقات…!!
ولكن هناك أيضا من شهد أنه يأكل الدلاع بأمان دون أن يصاب بأية أعراض صحية مزعجة مهما أكل…وهذا يؤكد أن هناك دلاع سليم وصحي متوفر في الأسواق…والمفروض أن كل الكميات التي تمر عبر أسواق الجملة والمسالك القانونية هي كميات سليمة وصحية…لأنها مرت عبر المراقبة الصحية والإدارية قبل الوصول إلى المستهلك…والدولة لا تعبث بصحة المواطن !!!
يا حسرة على زمن طفولتنا حين كنا في أرياف زغوان المعروفة بوفرة إنتاجها للدلاع…نأكله من السانية مباشرة ومن الارض إلى بطوننا دون أي قلق مهما أكلنا…وأنا أنتمي إلى عائلة فلاحية موسعة وكانت العائلة ” تدلعنا ” بالدلاع الذي كان في المتناول…
والدلاع كان ” بترول ” المنطقة ومصدر ثراء وعمل وخير…قبل أن ” يتكب سعدو ” وتقلّ الاراضي الصالحة لزرعه وتزداد تكاليف الاستثمار فيه…ويأتي زمن يصبح فيه الدلاع محل ريبة وتوجس وحذر…ونخشى فيه الموت بدلاعة…وهي موتة شنيعة لا أتمناها لأحد…!!!
تعليقات
إرسال تعليق